الأحد، 22 نوفمبر 2015

معا نفكر - منطقة وادي عدي




منطقة بسيطة بمحافظة مسقط.. بمجرد وصولك وادي عدي تستشعر التآلف و الوئام فيما بينهم.. البيوت صغيرة و متلاصقة, و سيارة شخص مصفوفة أمام بيت الجار. الوضع طبيعي جدا و فعلا عندهم تنطبق مقولة الجار للجار..
إسترجعت ذكريات طفولتي التي قضيتها هناك, عربة الآيس كريم التي تجول بين البيوت,  آيس كريم بفنجان القهوة  و عود من حطب مثبت فيه.. كنت مدمنة هذا الآيس كريم.. وإلى الآن.. لم أذق ألذّ منه حتى يومنا هذا!..:-) , تذكرت المدرسة التي اكملت فيها المرحلة الإبتدائية وأتذكر تحديدا درس الذي نضع بذورا في صحن ثم نضع فوقه قطن  و ننتظر  نمو الزرع!... كل التقدير  و الإحترام للمعلّمات و إدارة المدرسة..
ولأكون اكثر صدقا, فقد كانت زيارتنا خاصّة في ذلك اليوم لعائلة بسيطة بها طفل معاق!..
العائلة مكوّنة من أب وأم و أربعة ابناء. الأخيرين طبيعيان , و الأوسط يعاني من إعاقة بسيطة وكانت نتيجة مرضه بحمى أثّرت عليه.. ولكنه يذهب للمدرسة و مجتهد بدراسته.. ..
 أمّا الثالث  وهو الأكبر فهو يعاني من إعاقة شديدة  تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي. حيث أنه  ولد هكذا, ولا يستطيع تحريك أطرافه  إنما يحرّك رأسه فقط  وقادر على التحدّث بشكل طبيعي.. 
بالوهلة الأولى عدما رأيته تسارعت بذهني  تساؤلات كثيرة!.. كيف يعيش؟.. كيف يأكل, يشرب؟!.. ما هو شعوره؟ .. ماذا يريد أن يحقّق؟... ما هي نظرته للحياة؟!..  ماذا نقدّم له؟!. أليس هذا إبتلاء للعائلة و إمتحان لنا!.. أليست رسالة من الله يقول لنا ( إبتليته لتعينوه, فتكسبوا الأجر العظيم و يكسب هو العيش الكريم)....
نظرت حولي بالبيت البسيط الضيّق جدا.. هو مشروع بيت صغير و قسّم جزئين!. ليكوّن بيتين.. نظرت إلى الأم كلّها حب و حنان لأبناءها.. ورضا!
تخيّلت أن يكونوا عايشين في بيت من بيوت الشعبية الواسعة الساحة , فتجتمع العائلة يالساحة بالهواء الطلق و يخفف ذلك عنهم ضيق الحياة!...
تخيّلت زيارة وفد من منظمة دولية تعني بشؤون المعوقين مع وفد من الجمعية العمانية للمعوقين لمعاينة الحالة.. ومعاينة جميع حالات الإعاقة  بالبلاد  ومنها يتم الاتفاق على ابرام عقد بتوفير الأجهزة و المكائن / البدائل ( بما تسمح بها الشريعة )  لتمكين ذوي الإعاقة و إعانتهم على ممارسة الحياة بشكل أقرب للطبيعي...
بالدول الغربية لا يكاد ينتهي يوم إلا وقد صادفت عدد لا يقل عن 10 اشخاص من ذوي الاعاقة و هم يمارسون حياتهم بشكل جيد وأقرب للطبيعي مستعينين بالاجهزة و البدائل الموفّرة لهم.. بالباصات  و المواقف بالمحلات و المجمعات التجارية بالنوادي الرياضية بالجامعة و الكليّات .. جزء لا يتجزّأ من المجتمع..
ما الذي نحتاجه لتحقيق ذلك ؟!
- تعليم ذوي الاعاقات القادرين على الفهم و الاستيعاب مثل الشاب الذي ذكرته أعلاه.. قد يملكون من العقل و الفكر و الذكاء ما يجعلهم من العباقرة.. وعدم توفير التعليم لهم يعتبر خسارة كبرى سنكتشفها بعد سنين من تجاهلهم  ويصبحوا عبء.. وإني على يقين أن الله يعوضهم من الحكمة الكثير..
- النظر في أهمية توفير الأجهزة و البدائل الللازمة ( بما هو مسموح بالشريعة الإسلامية)  لذوي الإعاقة حتى يستطيعوا ممارسة حياتهم  مع الآخرين.
- إعلام مرئي , مسموع و مقروء  يركّز في كل برامجه و مسلسلاته  للصغار و الكبار على هذه الفئة و وجودهم واهمية دعمهم و تمكينهم ومشاركتهم بجميع مجالات الحياة.. وتوفير السبل لتحقيق ذلك..
- تعاون جميع الجهات الخاصة و العامة لتمكين هذه الفئة خصوصا مركز الإحصاء الوطني في توفير احصائية عن الحالات يالسلطنة لتسهيل توفير المطلوب لهم من خدمات.
-  التركيز على فئة النساء من ذوي الإعاقة .. حيث أنهن يصعب عليهن مساعدة أنفسهن وإضطرارهن للإعتماد على الغير بشكل قد يعرضها للإحراج.. (ديننا يحفظ كرامة الإنسان)..
فهن يستحققن الزواج و الإنجاب أيضا!..
- معظم الشركات بالسلطنة بها قسم خيري.. وجب النظر في إمكانية مساهمة الشركات بجزء من مبلغ الخيري لتمكين ذوي الإعاقة والذي قد يستخدم كدعم لذوي الإعاقة ( المواطن) لشراء هذه الاجهزة او الحصول على البدائل.
- مشاركة الشباب في هذا العمل من خلال مسابقات يشارك فيها الشباب  خصوصا من فئة الاحتياجات الخاصة بطرح أفكار و خطط لتمكين هذه الفئة (ذوي  الإعاقة ) مستعينين بالتكنولوجيا و البحر واااااااسع في هذا المجال!.. ومع الوقت سيصل شبابنا إلى أبتكار و إختراع الإجهزة و البدائل!..
بهذه الطريقة نغرس حسّ المسؤولية في نفوسنا كأفراد و شركات وغيره , وحسّ المحبة و التعاون في نفوس ذوي الإعاقة و النتيجة العامة تكون تحقيق الإنتماء!..
- تمكين رياضة ذوي الإعاقة   بمختلف النشاطات الرياضية.. فالرياضة لها فوائد عظيمة على جسد الإنسان..
 أن تقدّم الشعوب و بناء الأجيال  لن يكون كاملا و فاعلا إذا تم تجاهل/ إهمال جانب عن آخر, خصوصا الجوانب الإنسانية و التي نعين من خلالها بعضنا البعض و نصفي نفوسنا بالمساعدات و بالمشاركات الوطنية والتي تجعلنا قادرين جميعا على البناء و التقدّم .. فالإنجاز...
#معا_نفكر_نبني_نرتقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق