إن غرس ثقافة العمل و الانتاجية في نفوس أبناءنا من شأنها أن تغير مسار دولة على المدى البعيد.. وبوجود إستراتيجيات واضحة و هادفة و تتسم بالشفافية ستساهم بشكل كبير جدا في تحقيق ذلك..
الطفل في المدرسة يعتمد على المعلّمة و الإدارة , ثم بالمراحل الدراسية المتقدّمة يعتمد أيضا على المعلم / المعلّمة و الإدارة. و بالجامعة يعتمد على المحاضر/ المحاضرة بمسمياتهم المختلفة.. ثم يتخرّج و يحلم بوظيفة مرموقة و راتب مجزي!.. ثم تخرج التصريحات بان العماني ما مال شغل.. العمانيون بطيئون بالعمل؟... الإنتاجية ضعيفة؟.. الوافد ينجز أكثر..
و و و الكثير .. وعندما نقارن العماني بالوافد نجد بأن الوافد أتى من بيئة تعوّد فيها على الإعتماد على نفسه منذ الصغر.. ولم يلقّن /يلقّم كل شيء.. هو تعوّد أن يبحث عن المعلومة و يدرسها و يطبقها في امتحاناته و نشاطاته المدرسية.. تعوّد أن يسعى لأجل الحصول على مبتغاه من خلال البحث و مواكبة المستجدات في المجال الذي يريده.. حتى يصل لدرجة أن يبدأ هو بتوفير هذه الخدمات لغيره فيبدأ تجارة صغيرة و يكبر مع الأيام...
إذا المقارنة هنا في غير محلها!!... (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون؟!)..
في الفترة الأخيرة شهدت طلبات كثيرة من شباب للتوظيف و التنافس بمجالات مختلفة!.. و لكن هناك قاسم مشترك بينهم وهي البحث عن المدخل وهي الواسطة!.. إنغرس في إبناءنا كلمة السر أو المفتاح ( الواو) للحصول على المراد و لتحقيق الأهداف.. وبهذه الطريقة نكون قد ساهمنا في إنشاء جيل إتّكالي.. مع إنني متيقنة بأن جميعهم ضد هذا المفتاح!.. ولكنه الخيار الوحيد أمامهم للمنافسة على الواو لأنه المفتاح لكل باب!!...
قد يفتح هذه المفتاح الأبواب لكثيرين بالوقت الحالي أو بأوقات حصولهم عليه, ولكنه سيغلق الأبواب أمام الجيل القادم و بإحكام.. فتزداد المنافسة على المفتاح السحري..
الحلول الوحيد للقضاء على هذا المفتاح كثيرة منها :
- تعاون جميع الجهات العامة و الخاصة في الإلتزام بشكل تام بالقوانين المكتوبة ومسائلة من يتعدّاها وبكل شفافية!, ليس لأنه يضرّ بنفسه ومحيطه فقط! أنّما لأنه يساهم في خلق جيل إتكالي سيضرّ بمستقبل جيل بأكمله.
- إدراج نشاطات بحثية بمختلف المجالات حتى إن كانت رياضية.. البحث عن تاريخ هذه الأنشطة وكيف نطوّرها و الإستعانة بالتكنولوجيا كوننا نعيش ثورة بالتكنولوجيا و التطور.
بداية من الروضة حتى التخرج من المراحل المدرسيّة..
- عمل خيارات في المدارس كمواد تعويضية وتكون عبارة عن أنشطة تعوّض الطالب العلامات التي يحتاجها للنجاح و بهذه الطريقة نغرس في الطالب بأنه عليك أن تستحق النجاح بالعمل لإستحقاقه و المجالات مفتوحة..
- آلية تحفيز و مكافئة المجدين و المجتهدين كتقديم بطاقة النُخبة في المدارس تكون مفتاح لاستحقاق مقاعد بالكليات أو الجامعات بالسلطنة بالتخصص المطلوب و نكون بهذه الطريقة نخلق جو تنافسي لدى الطلّاب.. وتكون البطاقة ذو مواصفات و معايير محددة و معروفة..
- خلق مسؤولية العلم و العمل لدى الطلّاب من خلال توضيح لهم الأبواب و المجالات المتاحة أمامهم و ما تقدّمه الدولة للمواطن و ضرورة إستغلال ذلك لما فيه مصلحتهم و الوطن و المستقبل.. لتكن نظرتنا أبعد من ما يراه بصرنا!..
وهناك الكثير من الاقتراحات التي تساهم في التخلّص من الإتكالية و تضع و تلزم المسؤولية وتحمّلها في جميع مجالات الحياة. وتثبت ثقافة العلم و العمل في أنفسنا و الأجيال القادمة . فنتقبّل بعضنا البعض و نتخلص من عقد الحسد و الوافد غيره و نفرض العلم في أمور الحياة ..
وبديننا العظيم نكون الأفضل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق