الاعاقة قد تكون بالوهلة الأولى هو ضعف و كابة و خلل في الجسد يعيقك عن ممارسة حياتك مثل البقية. الاعاقة قد تكون بالوهلة الاولى هو مرض او عقاب او ابتلاء او تقصير من خلال نظرتنا الضيقة للأمور... ومن هذه التعريفات الظاهرية تتكون شخصية الانسان المعاق والتي أغلبها تتسم بالكابة و الحزن والاستسلام التام و الخضوع للسلبية!...
ولكن وقبل أن استمر بالكتابة عن الاعاقة لنأخذ جولة بسيطة حول بعض المشاهير المعاقين..
١-الأديب مصطفى صادق الرفاعي: أديب مصري مشهور، ولد عام 1880 ميلادي في مصر، أصيب بالصمم في الثلاثين من عمره، ولكن ذلك لم يكن عائقا في سبيل تلك الشهرة الأدبية الواسعة التي حققها الرفاعي. له ديوان الرفاعي، وديوان النظرات، وله كتاب: المعركة تحت راية القرآن، وكتاب: المساكين، ومجموعة من المقالات في كتاب وحي القلم، وكتاب السحاب الأحمر، وكتاب رسائل الأحزان، وأوراق الورد، وحديث القمر، توفي عام 1937 م
يعد الرافعي من كبار الكتاب العرب، ومن كبار كتاب المقالات، كما يعد من الأدباء الإسلاميين الذين خدموا الإسلام بأدبهم وشعرهم.
٢- طه حسين: أديب وناقد ومفكر مصري، ولد عام 1889م وتوفي عام 1973م. أصيب بالعمى في الرابعة من عمره، لقب بعميد الأدب العربي.
حصل على الدكتوراة في الآداب من فرنسا. أسس جامعة الإسكندرية وصار مديرا لها، ثم أصبح وزيرا للمعارف، وأسس جامعة عين شمس بالقاهرة، له مؤلفات كثيرة، ومقالات ومحاضرات وقصص منها: على هامش السيرة، وتجديد ذكرى أبي العلاء، وكتاب في الأدب الجاهلي، وحديث الأدباء، وكتاب: مع المتنبي، والأيام، والمعذبون في الأرض.
أحدث طه حسين ثورة نقدية وأدبية واسعة. فانظر إلى هذا المعاق حصل على شهادة الدكتوراه وجائزة نوبل، وتقلد مناصب عليا، أصبح ناقدا وكاتبا ومؤلفا، ونال شهرة واسعة فلم يستطيع أحد اللحاق به لا سليما وهومعاق.
٣- العالم البريطاني البروفيسور ستيفن هاوكنغ: هو عالم رياضيات حاز على أكبر منصب أكاديمي له، وهو كرسي الرياضيات، وهو الكرسي الذي كان يشغله العالم الشهير نيوتن في جامعة كمبردج، كان مقعدا يتحرك على كرسي متحرك، أصدر عددا من الكتب المفيدة منها: تاريخ موجز للزمن، وكتاب ثقوب سوداء، وقد تزوج وأنجب..
هؤلاء لم توقفهم اعاقتهم عن العلم و المعرفة و الاصرار على مواصلة المسير و العطاء.. هؤلاء غيروا حياة البشرية من خلال ذكاءهم وكتاباتهم و بصيرتهم التي وهبهم الله...
كيف كبرت الموهبة و كيف صقلت؟!...
لم تستسلم زوجة ستيفن هاوكنغ عندما علمت بمرضه وانه سيموت خلال ساعات!.. ايمانها به وبقدراته وعلمها بإن الايمان بالذات هو اعظم هبة يملكها الانسان... ومن هذا المنطلق عاش ستيفن هاوكنغ وأصبح حيرة العلماء!!...
نحن نؤمن بأن ما اغلق عليك باب بالحياة الا و فتح الله لك عشرات أبواب... ومن هذه الابواب التي يفتحها الله للمعاقين او ذوي الاحتياجات الخاصة هم (نحن و الجهات الحكومية او الخاصة )..
** نظرتنا نحو المعاق يجب ان تتغير من عطف و شفقة الى حب و تقبل وتميز.. فقد احبه الله و ابتلاه، و تقبله المجتمع، وتميز عنا لأنه ينعم بحب المجتمع و المساندة.....فقد يغير التاريخ يوما ما!!
** المراكز التي تعني بالاعاقات بمختلف انواعها، يجب ان تكون على درجة عالية جدا من الكفاءة من ناحية الكوادر المتعلمة المتخصصة عن الاعاقات و المتمكنة من التعامل واحتواء الحالة نفسيا ومعنويا، وايضا من ناحية الالات و المعدات و التجهيزات اللازمة لمساعدة المعوق على ممارسة الحياة بشكل طبيعي وذلك من خلال الرياضات الجسدية المتنوعة والتي تنشط و تحيي فيه روح الحياة و التعاون والإيجابية. والرياضات الفكرية من خلال مسابقات فكرية ومعلومات عامة و العاب الشطرنج و غيرها لتنمية العقل..
ولا ننسى أهمية وجود حافز لهم بالحياة.. لذا وجود متحدث جيد وايجابي يستطيع ان يصل الى قلوبهم و عقولهم يحيي فيهم روح الايجابية بالحياة و التنافس و حب الخير و السعي نحو تحقيق الهدف..
والأهم هنا هو تسخير التكنولوجيا و المعرفة حول احدث الوسائل والابتكارات لتسهيل حياتهم فيشاركونا عطاءهم ويطلقوا العنان لابداعاتهم..ولتكن احلامهم كبيرة ولتكن السماء حدودهم..
أود أن اراهم بالمدارس، أود ان اراهم في اعلانات الجرايد أود أن اراهم في بطولات داخلية و خارجية. اود ان اراهم في جميع النشاطات التي تقام في البلاد.. اود ان يكون لهم معرض خاص لابداعاتهم ان كان فن رسم او اختراع او ابتكار بالتكنولوجيا او اي موهبة يتقنها او يكتسبها ويريد ان يظهرها للعالم ...
اود ان تكون سلطنة عمان بيئة سليمة صحية لجميع فئات المجتمع..#كلنا_عمان
أود ان اراه عالما...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق