الأربعاء، 24 يناير 2018

THANK YOU MACDONALDS شكرا مادونالدز

 

 
 



مشوار الألف ميل بدأ بتاريخ 24/ديسمبر/2017م للشاب العماني مهنّد.

عصر أمس قمت بزيارة مطعم بالسلطنة قامت بتوظيف شاب عماني طموح , بعد عناء طويل للحصول على وظيفة! نعم الكثير يمر بنفس معاناة البحث و الانتظار.. ولكن لهذا الشاب قصة تستحق الذكر لنفخر به.
ينتمي هذا الشاب الى عائلة مكوّنة من أم وهي ربة بيت، وأب يعاني من مشاكل صحية و عمله غير مستقر. وثلاثة أخوة، اكبرهم يعاني من اعاقة تامة ولكنه يفهم ويستوعب، وله أخوين اخرين وهم بصحة جيدة ويدرسون بالمدرسة.
هذا الشاب اسمه مهنّد يبلغ من العمر اعتقد 22 سنة. ترك المدرسة عندما كان في الصف الحادية عشر عندما رسب فيها ولم يودّ اكمال دراسته بسبب رغبته لمساعدة اهله والاعتماد على نفسه. تعرّفت عليهم عن طريق احد الاخوات بالتويتر، ومن يومها ونحن على تواصل معهم، تفهّمت موقفه وبدانا رحلة البحث عن وظيفة لمهند. في البداية ظننت ان المسألة سهلة وانه سيلاقي القبول مباشرةً، الا اننا تفاجئنا من الصدّ الغير المباشر من جهات عمل كثيرة، كنت شخصيا اتواصل مع اصحاب الشركات او المؤسسات لتوظيف مهنّد، كانوا في البداية يقبلوا ولكن اتفاجأ بعدها بالرفض وعدم قبوله بسبب اعاقته!!..
حقيقةً كنت اتعجب من هذا الردّ!!، حيث انني لم اكن ارى الاعاقة التي يتكلمون عنها! انما كنت ارى شاب طموح يتحدّى الظروف ليثبت نفسه! وجدارته!..
أذكر انه اخبرني في احد الايام : "اختي تعالي معاي ابغاش تشوفي بعضهم يشوفوا علي بطريقة كذا لاني معوق"!!, وكان ردي كالعادة: لا تهتم انت خلك قوي وروح المقابلة!..
كنت اشعر بالحزن كلما ذكر لي موقف يحصل معه يتعلّق بوضعه الخاص، (لا احب ان اقول اعاقته لاني لا اراها!!)..

المهم، استمرينا بمرحلة البحث عن وظيفة لمهند و اخبرته بانه يجب ان يكون مسجّلا بالقوى العاملة كباحث عن العمل و بالأخص بطاقة (وضعه الخاص)، علّها فرصته الذهبية للحصول على وظيفة!.. وطبعا سجّل نفسه كباحث عن عمل و استخرج بطاقة لوضعه الخاص وكمّلنا المشوار بالاستعانة ببطاقته..
أودّ ان اذكر لكم بان مهند ليس لديه اي وسيلة نقل، كان يحاول باي شكل للوصول الى مكان المقابلة او القوى العاملة وفي مرة من المرات اضطر ان يذهب مشيا على الأقدام لعمل مقابلة لوظيفة في هايبر ماركت..
اكملنا السنتين تقريبا، وكنت قد وصلت لمرحلة يأس وما يصاحب ذلك من احباط!..حزنت كثيرا لانني لم استطع مساعدته في الحصول على وظيفة!...
وفي احد الايام يتصل مهند و يخبرني : اختي حصّلت وظيفة. (وكان في قمّة الفرحة).. وقال: ببدأ بعد بكرة..بيكون في ماكدونالدز بس ما عليه اهم شي وظيفة..

فرحت معه وباركت له و سألته عن التفاصيل وكيف حصل على الوظيفة، ولله الحمد كانت عن طريق احد الموظفين بالقوى العاملة والذي اعطاه هذه الفرصة بعد ان سال مهند واخبره عن نوعية الوظيفة..
اليوم ولله الحمد زرت مهند في ماكدونالدز الموجود في افنيوز.. رايت الفرحة في عيون مهند و حبّه للعمل، قال لي: حَطّوني في المطبخ!, قلتله يعني بتكون من احسن الطباخين في يوم ما, ويمكن بيكون لك مطعم خاص بك ....اكملنا الحديث عن المطعم واخبرني عن الموظفين واحد واحد، وكم هو سعيد معهم وكيف انهم يعاملوه بكل حب و تقدير و احترام وتشجيع وتحفيز للافضل.
اخبرني انه في البداية واجه صعوبات نفسية في تقبّله العمل ولكن الحمدلله تخطّاها مع الوقت وحب الزملاء له.. عزمني مهند على ساندويتش جهّزها بنفسه و أكلتها بسبب ذلك مع إنني تناولت غدائي قبل زيارته .. كنت استمع له وكلي فخر به وحب له و شكر لله.

أردت ان اساله عن تعليمه بالمدرسة حيث انه في فترة البحث عن وظيفة ، التحق بالدراسة بالفترة المسائية لانهاء الثانوية..ولكن قلت في نفسي خليه يفرح تو.. بنسأله في وقتٍ آخر..
تعرفت على زملائه في العمل وكانوا يشيدون فيه و طموحه و جهده وحبه للعمل.. الكل يكن له كل الاحترام و التقدير، لاحظت على مهند بانه اصبح اكثر ثقة اكثر مرحا اكثر تحدثا، لبقا، و يفتخر جدا بانه تعلم كيف يجهز الوجبات...
شكرت زملاءه و شكرت المسؤولة في الفرع عن كل ما يقدموه لمهند من تحفيز وتشجيع، واشكر بالأخصّ ادارة ماكدونالدز جميعهم باتاحة هذه الفرصة لمهند بالانضمام الى فريق العمل،، والتي قد تكون في نظر الكثيرين بانها فرصة صغيرة لا تذكر و لكنهابالنسبة لي و لمهند هي نقطة الانطلاقة له...
كل ما ايحتاجه مهنّد من المجتمع هو التشجيع و التحفيز وان لا ننظر اليه كمعاق،أو كشخص يعاني من صعوبات جسدية!, انما كشاب مجتهد وطموح يستحق الاحترام و التقدير, كشاب سعى لتحقيق هدفه و تسخّرت له السبل من أجل ذلك, شاب ترجم جهده و طموحه من خلال المواظبة بالعمل و اكتساب سمعة طيبة وممتازة بين زملاءه وكل من هم حوله...
غالبا أنا لا آكل الوجبات السريعة ولكن من أجل مهنّد أكلت!, ومن أجل احترامي لإدارة المطعم لترجمة مسؤوليتها المجتمعية من خلال تمكين الشباب العماني الطموح و الجادّ في العمل والبعيد عن التقاعس و الكسل و الاتكاليّة!... عندها لن تجد أي جهة حجّة لعدم توظيف العماني أو لعدم تمكينه!..
يستحق مهنّد كل التشجيع..


#شبابنا_مستقبلنا
#شبابنا_فخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق