الأربعاء، 4 مايو 2016

اليوم العالمي للقبالة 5/مايو/2016



اليوم العالمي للقبالة 5/ مايو/2016
المرأة وحديثي الولادة هم قلب القبالة ..
كلمة شكرا لا تفي بحق القابلة.. اذكر بأن الأمهات كانوا يستوقفن جدتي يشكرونها و يذكرونها ب: (انا التي ساعدتيني بولادتي). فكان ذلك يسعد جدتي كثيرا رحمة الله عليها وأسكنها فسيح جناته..
لذا أردت أن أعرّفكم بالقبالة وما أعظمها من مهنة..

القبالة: هي مهنة تابعة للرعاية الصحية تقدم فيها القابلات الرعاية للنساء المقبلات على الولادة خلال فترة الحمل، المخاض والولادة، وخلال فترة ما بعد الولادة. ويهتمون أيضا بحديثي الولادة وحتى سن ستة أسابيع، بما في ذلك مساعدة الأم في الرضاعة الطبيعية.
و (القابلة أو المولدة أو الداية)، وهو مصطلح يستخدم في الإشارة إلى المرأة التي تعتني بالمرأة الحامل والجنين. وفي الولايات المتحدة و الدول المتقدمة في هذا المجال مثل بريطانيا , و كندا , ونيوزيلندا, واليابان, يتم تفضيل الممرضات القابلات المعتمدات (والتي تحمل شهادة معتمدة ومتخصّصة في القبالة) على الممرضات الممارسات. بالإضافة إلى تقديم الرعاية للنساء المقبلات على الحمل والولادة فالقابلة أيضا توفر الرعاية الصحية الأولية للمرأة، وكذلك الرعاية الجيدة المتعلقة بالصحة الإنجابية والاختبارات السنوية لأمراض النساء، وتنظيم الأسرة، ورعاية بعد انقطاع الطمث (سن اليأس).
وتعتبر القابلات ممارسات مستقلات مختصات في الحمل منخفض المخاطر، والولادة، وما بعد الولادة. فهن بشكل عام يعملن لمساعدة النساء للتمتع بحمل صحي وولادة طبيعية. ويجري تدريب القابلات للتعرف والتعامل مع أى خروج عن المألوف. بينما أطباء التوليد متخصصين بأمراض الحمل وبالجراحة. وعلى هذا تكمل المهنتين كلاهما الآخر، ولكن غالبا ما يكون هناك اختلاف لأنه يتم تدريس أطباء التوليد على "إدارة المخاض بفاعلية"، في حين تدرس القابلات عدم التدخل إلا عند الضرورة.
وتقوم القابلات بإحالة المرأة إلى الممارس العام أو أطباء التوليد عندما تحتاج المرأة الحامل إلى رعاية لا تستطيع أن توفرها خبرة القابلة. في العديد من الولايات تعمل المهنتين معا لتوفير الرعاية للنساء المقبلات على الإنجاب. وفي حالات أخرى، تعمل القابلة بمفردها. تدرب القابلات على التعامل مع بعض الحالات التي يمكن وصفها بأنها اختلافات طبيعية أو غير طبيعية، بما في ذلك الولادة المتأخرة، وولادة التوائم والولادات التي يكون فيها الطفل في وضع خلفي، وذلك باستخدام تقنيات غير رائجة.
تعرف القابلة على أنها محترفة على قدر كبير من الكفاءة والمسؤولية وتعمل في شراكة مع النساء وتقدم الدعم اللازم والرعاية والمشورة أثناء الحمل والمخاض وفترة ما بعد الولادة، وتجري الولادات على مسؤوليتها الخاصة وتوفر الرعاية للطفل. تشمل هذه الرعاية التدابير الوقائية، وتعزيز الولادة الطبيعية، والكشف عن المضاعفات في الأم والطفل، والحصول على المساعدة الطبية المناسبة أو أي مساعدات أخرى، وتنفيذ إجراءات الطوارئ
القابلة لديها مهمة هامة في المشورة والتعليم في مجال الصحة، ليس فقط للمرأة، ولكن أيضا داخل الأسرة والمجتمع. وهذا العمل ينبغي أن يشمل في مرحلة ما قبل الولادة التعليم والإعداد للأبوة وقد تمتد إلى صحة المرأة، والصحة الجنسية أو الإنجابية ورعاية الطفل، واكتساب المعرفة اللازمة لمواجهة نقص مسكنات الألم والمطهرات.
من هذه التعريفات الدولية الهامّة عن القابلة ودورها، تساءلت إن كانت للقابلات وجود ودور حقيقي ملموس في بلادنا الحبيبة. وجدت بأن ما يقارب 664 فقط قابلة عمانية متواجدات بمختلف المناطق بالسلطنة. وهذا العدد يعتبر الأكبر بالنسبة لدول الخليج.
عدد لا بأس به من القابلات العمانيات المتمكنات والمتمرسات ويحملن شهادات في القبالة بمعايير دولية من الاتحاد الدولي للقبالة. وهن يخضعن لفترة تدريب تخصصي لا يقل عن سنة ونصف السنة لكي يكنّ أهلّ للشهادة وللمهنة المهمة والحسّاسة جدّاً.
وددت لو أطّلع على الوصف الوظيفي لمهنة القابلات هنا بالسلطنة وما مدى توافقها مع المعايير الدولية، وما هي التشريعات التي سنّت لهذه المهنة ومدى حماية القابلة من المخاطر التي قد تواجهها أثناء أدائها لهذه المهنة المتميزة.
فالقابلة هي التي تحرص على الأخذ بيد المرأة الحامل من بداية حملها إلى الإنجاب ثم المواصلة معها بمرحلة ما بعد الإنجاب ومتابعة حالة الأم والجنين وتزويدهم بما يلزم من رعاية صحيّة ومعلومات مهمة ومفيدة للأم والأسرة أيضا والانتهاء عند نهاية مرحلة النفاس. ومن هنا أستطيع القول بأن القبالة مهنة إنسانية تصنع أجيال أصحّاء يُعتمد عليهم بالمستقبل بناء الأوطان وتنميتها. فقد أثبتت البحوث في الأنظمة الدولية بالدول الغربية بأن متابعة الأم من القابلة أدّى إلى التقليل من (العمليات القيصرية، احتياج المرأة الحامل للمسكّنات، مشاكل الحمل تكون والولادات المبكّرة). بمعنى أن القابلة تساهم في جعل المرأة الحامل تمرّ بمسار حمل طبيعي خالٍ من التعقيدات.
وهذه هي فلسفة القابلة التي من الضروري أن يتم نشره بالمجتمع وتوعيته وذلك لأسباب عديدة من وجهة نظري البسيطة:
1- الجهل في المجتمع عن ماهية مهنة القبالة.
2- سهولة التواصل مع القابلات العمانيات لغةً وثقافةً وديناً... الخ
3- عدم لجوء المرأة الحامل إلى القابلة في فترة حملها وإنما تفضّل طبيبات فقط وذلك تخوُّفاً منها.
4- عدم ثقة المرأة بالقابلة كونها لم تتعامل معها اثناء فترة الحمل.
5- عدم وجود طبيبات ولادة كافية بالسلطنة مقارنة بعدد الولادات السنوية.
6- تزايد عدد الولادات في السلطنة مما يستدعي تمكين القابلات.
7- تكاليف تدريب القابلة وتمكينها وتهيئتها علميا وعمليا أقل من تكاليف استقطاب طبيبات ولادة من الخارج.
8- معاونة القابلات للطبيبات لتغطية النقص ولضمان ولادة سليمة طبيعية.
9- العلاقة الجيدة التي تتأسس من المرأة الحامل والقابلة والتي من شأنها ان تكشف المشاكل الصحية التي قد يتعرّض لها الطفل فيتم تفادي الأمر.
10- قدرة القابلة على تسليط الضوء على بعض التعقيدات بالأم أو الجنين واللجوء إلى الطبيبة لحلّها.
11- قدرة القابلة على غرس الوعي الصحّي لدى الأمهات والوقاية من الأمراض وبالتالي جيل صحّي.
12- ضمان بيئة صحيّة للأم والمولود.
13- مساعدة الأم على تخطّي مرحلة الاكتئاب.

هناك فوائد كثيرة تخصّصيّة ومهنيّة والتي بها حتما ستكون القابلة عون كبير وفاعل بالمجتمع. لا سيما بأن مهنة القبالة ستخلق فرص عمل كثيرة للمرأة العمانية مما سيشجّع ذلك على اقبال الفتاة العمانية للتخصص بهذه المهنة كقابلة أو طبيبة توليد.
فالقبالة هي (إرشاد + مساعدة) = ولادة طبيعية سليمة قدر الإمكان.
أوجّه شكر خاص لكل قابلة بالسلطنة وبالعالم في هذا اليوم العالمي للقبالة والتي أرى أنه من الضروري أن يتمّ فيه تعزيز دور القابلات وظيفيا واجتماعيا من قبل المؤسسات الدولية والحكومات والمؤسسات العاملة في مجال الصحة الانجابية.
فأبنائنا هم ثروة الأوطان ومستقبلها.